في اللحظةِ التي كُنت أُصارع فيها تلك المادة التي حرمت عيناي لذة النوم ، كان والدي يُصارع خروج روحه وشتان مابين صراعٍ وصراع ، يومٌ عادي مر كأي يوم من أيام حياتي قلبي ساكن روحي مُطمئنه لم أكُن أعلم أن والدي يلفظُ أخر انفاسه ، صارعتُ ذاك الإمتحان الصعب جداً وصارع والدي ملك الموت استسلم والدي وانا أيضاً قررتُ الاستسلام وسلمتُ ورقة إختباري وسلمّ والدي روحه للسماء خرجتُ بوجهٍ مُكفهر كنت أظنُ أن اليوم أصعب أيام حياتي لإني فشلت في الاختبار ، دمعتّ عيني وقُبض قلبي وخافت نفسي وطارت كُل خلايا جسدي من شدة التوتر بردت أطرافي! أهوا الموت ؟
أم هبوط في الدورةِ الدمويه ؟
أهو الخوف أم الرُعب القاتل ؟ لا بل هو قِطعة من قلبي عانقت السماء قِطعةٌ دمي مُرتبطٌ بها وروحي هائمةٌ بِروحها وكل خَليةٍ ونسيج وكرة دم تعلم أنه ليس هُناك أحب إلى قلبي من أبي ، صعدتُ السيارة بدأتُ أندبُ حظي لسوء أدائي في الامتحان ! جائتني تِلك الرسالة التي قلبتّ كُل الموازين أنتقل الى رحمة الله جلال محمد السبعي في جمهورية مصر العربية إنا لله وإنا إليه راجعون !
أطفئتُ هاتفي لعلي أُطفئُ هذه المُصيبه التي حلت بي عُدت وأضئتُ شاشة هاتفي عاد الخبر يُضيئُ معها يالله ماذا حل بي ؟ عاد شريط حياتي مع والدي عادت رائحة أنفاسه عادت صوت قُبلاته عاد دِفئُ أحضانه في تلك الـ60 ثانية فقط سمعتُ صوت والدي وهو يُلقي علي سلامه الاخير ( مع السلامه ) ياااااه لو أن الزمن توقف في تلك اللحظة واختبئتُ داخل احضانه ولم أخرج منها لو أن الزمن توقف في تلك اللحظة وغفوت غفوةً طوويلة في أعماق احضانه نعم أعماق أحضانه ! حُضن والدي عميقٌ جداً يسعُ كل شيءٍ في العالم ، عُدت إلى المنزل على مضض رُغم خوفي من الشاحِنات الكبيره التي تملئُ طريق عودتي إلى المنزل الا أن خوفي من مواجهةِ أُمي كان أعظم بكثثير ، دخلتُ إلى بيتنا كل من كان في المنزل ينتظر سقوطي صراخي سخطي ولكن كانت ولاية الله بقلبي أقوى ورحمة الله بي واسعه جداً ، كان كل من في المنزل يُذكرني بكرم والدي وطيب أخلاقه يذكرني أني أميرة والدي وطفلتهُ المُدللـه ، هذا يُذكر وذاك يُصبر لم أنسى من أجل أن أتذكر ماهي الا ساعات حتى غفت عيني بسلام في تلك الغفوة ماتت فاطمة الفتاة المُدلـله . مرت الساعات سريعه أستشعرُ فيها لطف الله يُحيطني من كُل جانب حتى جائتِ اللحظة إنما الصبرُ عند الصدمة الاولى دخلتُ إلى والدي وهو قد كُفن يالله وجهُ والدي يحمل السلام والطمأنينه وكأنه يُهدئ من روع روحي وفزع قلبي أستنشقُ رائحة عِطره وأدللـه بالدعاء عند رأسه شعرتُ ببرودة جسده وخصلات شعره تخرجُ من الكفن تلك الخصلات التي كُنت أُقبلها دائماً بِحُب ، نظرتُ إلى عائلتي الكُل يبكي ويدعي أحبوا والدي جداً فَعُدت إلى أُذنيه ورددت اللهم أبدله أهلاً خيراً من أهله ، اللهم أجرني في مُصيبتي وأخلف لي خيراً منها ، كان هذا دُعائي . أتمتم بأدعيةٍ في أُذن والدي وأمسح بيدي على جبينه وأُقبله مراراً وتكراراً واعشق ذاك الجبين الذي ألفته طوال العشرون عاماً، حملوا والدي فرددت اللهم أكرمه كما أكرمنا اللهم كُن أنيسه . لم يكُن والدي شخصا عادياً ليس لأنه والدي فقط بل لأنه جعلني حُلمه الذي يسعى لأجله لم يكُن والدي شخصاً عادياً لأنهُ كان أخي عِندما أشكي وأبي عندما أطلب وصديقي عِندما أفرح وأنيسي عِندما أخاف، في كُل لحظات الفزع كان والدي هو أول من يفتح لي حُضنه فاختبئ أغوص الى اعماقه أغيبُ عن الخوف واليوم فُتحت لي كُل الاحضان ولم يسعني اي حُضن فوضعت رأسي على صدر والدي للمرة الاخيره وقلت اللهم أربط على فؤادي ، رحم الله أبي ❤️
اللهم ارحمه رحمة واسعه اللهم اغفرله وافسح له في قبره اللهم اجعل الفردوس الاعلى مثواه اللهم اربط على قلوب ذويه و ارزقهم الصبر والسلوان يارب .
ردحذفو كما احاطك ربي بلطفه و منّ عليك بالثبات و التصبّر بفضله .. سيُنزِل على والدك رحماته و سيكرمه و هو أكرم الاكرمين .. و أين ذهب والدك ؟ إنما ذهب لأرحم الراحمين ، الودود ، اللطيف ، من هو أرحم من الام بابنها.. و لكن كما يقول نبينا إن العين لتدمع و إن القلب ليحزن و إنا و أنتم لفراقه لمحزونون و لا نقول إلا ما يرضي ربنا ..
ردحذفأسأل الله أن يرحمه ويسكنه مع أبيه وأبي وجميع أعمامي في الفردوس الأعلى من الجنة
ردحذفإنا لله وإنا إليه راجعون
ما شاء الله
ردحذفمن ترك مثل هذه البنت .. لم يمت
وصدق عليه السلام حين قال ( أو ولد صالح يدعو له )
رحمك الله رحمة واسعة .. وربط على قلب أهلك ومحبيك
الله يرحمه وجميع موتى المسلمين ويجبر قلوبكم ويجمعكم بجنته
ردحذف