رِسالةٌ لن تصل : 

أشعرُ أن لُجة الحُزن والشوق تزداد يوماً بعد يوم ولا أملكُ أدنى فُرصةً لأجعلها تذهبُ بعيداً عن روحي ، أبي السلامُ عليك وبَعد السلام هذا القَلبُ ثُقب بعدك ! إزداد الشوق وعَظُمتِ الصدمة وتلاشتِ الفرحة .
صباحٌ بائسٌ هو الصباحُ الذي خلّى مِنك وليلٌ بارد هو الليلُ الذي أطفئك وبيتٌ مُخيف هو البيت الذي غادرهُ دِفئُ أمانك ..! 
أبي وإن عظَمتُ الحاجة فإن المطلب رؤياك وإن كَبرُ الشوق فإن البُرئُ مِنه طيفك في المنام
أبي مأمني وأماني 
دوائي وشِفاء عِلتي 
هذا الليلُ أعياني 
وهذا الجرحُ أبكاني 
وهذا القلبُ أشقاني 
وهذا الشوق يُحرقُ أشجاني
 وهذه اللهفة لا تَكفُ تثورُ في كِل حنايا روحي ، والدي إن هذه الكلمات لن تَصل وهذه الرِسالة ستظلُ حبيسةُ حِبرٍ و ورقة ، تَحُدها السَماء وتعلوها أسوار مَقبرةٍ وأشجارٍ كَثيفة .
لن تَصل لإختلاف عالمينا
لن تصل لِبُعد المسافة بيني وبينك
لن تصل فأنا فوق الارض وأنت تحتها
لن تصل فأنا تُشرق علي الشمس وأنت تغيبُ عنك
لن تصل فأنا أملك روحاً وأنت غادرتك الروح وملكت الريحان
لن تصل ستبوء كُل محاولاتي بالفشل
رحلت ورحلت كُل الاشياء المُبهجةُ معك ، حتى الأمن والإطمئنان رحلتَ بِرحيلك لم تُطِق أن تسكنُ بيتنا يخلوا مِنك .. 
والدي : طِبت وطابَ مَسكُنك 
المُشتاقة إبِنتُك .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة