إنّ لم تستطع أن تصرخ إكتُب !




إن لم تستطع أن تنطق أو تصرخ إكتُب 
هذا مبدأٌ 
بنيتُ عليه حياتي ربما ليست حياتي 
كُلها ولكن 
مع بداية مرحلةِ اليُتم ، 
لا أعلمُ من أين أتيتُ بهذه الصلابه
 وأنا هشه
 لا أعلمُ من أين أتيتُ بهذه الضحكات
 وأنا التي تضحكُ حيناً وتجزعُ أحيانا
 مرحلةُ اليُتمِ مُره كل شيء يُصبحُ باهت
 حتى الألوان الزاهية تصبحُ رمادية وربما سوداء
 ، لن أكتمُ تلك المشاعر القاتله التي أعيشُها
 إن قُلتُ قاتله فهذه ليست صيغة مُبالغه
 أنا حقاً أشعرُ بهذا الشعور تجاه روحي ومشاعري ،
عِندما تغيبُ الشمس ويبدأُ القمرُ 
بالظهور 
مع أول طلعةً للقمر يبدأُ الحنين يهزُ 
المشتاق ،
 والكسر يُذكر المكسور به ، 
والشوق يزيدُ المشتاق شوقاً 
، والذنب يخبر المُذنب أنه مازال موجود ! 
وأنا اعيشُ في الذاكرة ! 
ضَحكاتُ النهار تتحول الى نشيجٍ مكتوم لا يسمعهُ إلا الله
، أبدأ في التفتيشِ في ذاكرتي
 وأعلمُ أن ذاكرتي أجدها في خِزانةِ والدي
 التي لازالت على حالها كأنه خرج باحثاً 
عن قوتٍ وسيعود ، 
عندما تنهمر دموعي أشعرُ بحرارتها على وجهي 
ولكن لا أمسحها لإن إشتعال الشوق في قلبي مُندلعٌ لا ينطفئُ ولا يبرد ما فائدة إخماد حرارة الدموع والإشتعالُ في الداخل 
كمّن يسقي غُصناً جاف !
أشعرُ أن روحي مختبئةٌ في حُجرةِ والدي 
جُدرانها مُمتلئةٌ بِرسوماتي وانا طفلة
 أنظر إليها وابتسمُ بين دموعي مالذي دفع والدي 
لِيُحافظ على تلك الرسومات التي لا تحملُ هدفاً ولا معنى ؟
 فوق تلك الخطوط يضع صوري وإخوتي ونحنُ أطفال أراها وأتذكر أن في كل صورةٍ قصة، 
من المؤلم القول أني أشتاق لوالدي وهو قد دُفن قريباً من حينا البارد الحزين !
 من المؤلم أن والدي قريب مني لدرجة أني لا أستطيعُ الوصول إليه !
 عُذراً أبي لو كان بيدي زيارتك لسهرت الليل كُلهُ أمرغُ وجهي فوق ثراك الطيب ولكن أنت في مكان محرمٌ عليه دخوله .
 عِندما أمرُ من ذاك الطريق المُظلم
 وأردد السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين 
أشعرُ بغصه تُعيقُني عن إكمال التحية 
أتذكرُ أن والدي هُناك يقطُن قريبٌ لدرجة البُعد ! 
ما أتعس قلبي بعد والدي وما أقرب مكانه وما أبعد مكاني ؟ 


<اللهُم ارحم والدي رحمة الابرار وأدخله جناتٍ تجري مِن تحتها الأنهار >

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة