كُل ما في الأمر أن لا شيء يعود كالسابق ، 
الروح التي سقيتها حتى ارتوت تعود أوامةً بعد الذي خسرتهُ عليها من ماء جسدي ، النبتةُ التي ربيتُها أمام بابِ البيت أعتدتُ أن أنظرُ إليها من النافذةِ المُطلة على العدم ! 
ماتتِ النبتة وهي تنتظرُ أن تنمو عليها زهرةٌ واحدة ؛ 
و متُ أنا و أنا أنتظرُ أن تنمو بداخلي مرحبًا منك !
هفا نخيلُ القلبِ عندما رأك صورةً مَحفوظةً 
في صندوق الذكريات نخافُ أن ننظر إليها جمعًا 
و ننتحب نخاف أن نؤذي مرقدك الهادئ؛ 
كما أخبرونا إن الدموع تُحرقك، 
كَيف لماءٍ يهطلُ من غيوم الوجه أن يحرق أحدهم ! 
كُنتُ أقفُ على بوابةِ الغياب لعامين !
أتأمل غدوا الناسِ و رواحهم علّني أرمقُ وجهك بين العابرين و لكن كانوا يفتحون الباب على الغياب 
و يغلقونه عن الرجوع 
كُنت الواقفة بين جموعِ الفاقدين 
أقرأُ الانتظار في إحمرار مآقيهم و أشعرُ بِغصاتِهم
 في حلقي غصةً غصه ! 
لم أتغاضى يومًا عن أعينُ الفاقدين بل كانت أول ما يشدُني ؛
 لإنني أرى فيهم أنا ! 
تلك اللمعةُ الحزينة التي تحمل فيها ألف شوق ! 
أحملُ في داخلي بضعًا و خمسون خوفا ، خوفًا يشبهُ تلك الليلة 
التي خفت أن أفتح عيني فيها و أجدُ أن الحلم 
مُجرد وهم و أن ما حدث فتح عيني على الواقع ، 
الواقعُ الذي تَحرَرتَ منه ، 
و بقيتُ أنا أتعارك معه في سجالٍ لم ينتهي !!
لقد كان ينبغي بالنبتةِ أن تصمد حتى تنبتُ الزهرةُ في قلبها ، 
و كان ينبغي بي أن أغمض عيني حتى تنبتُ مرحبًا في قلبي ! 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة