أكتبُ إليك

كَتبتُ إليك بِصفةٍ مُستمرة ، كَتبتُ إليكَ عبرَ الرسائل ، 

عبر الموسيقى ، و المطر أيضًا!

كُنت أكتب إليك بضميرِ الحاضر دائمًا و كُنتُ أكتبك "دون كَسرة " لئلا تُكسر حتى في اللغة !

لعلها المرةُ الأولى التي سأكتبك بضميرِ الغائب ، يعزُ عليّ ذلك ، 

أن أنتزع قطعةً من القلبِ و أجتث من الروح إربْ.. 

كُنت أعلمُ أن روحي تعلو كُل عاطفة و أني لا أميل إلى العاطفة

 ميّلًا غليظًا ، أنت تعلمُ أنني أقيسُ المسائل دائمًا بِعقلي

 و أُستوجبُ ميزانًا لكل شعور ؛ نعم أنا أكيلُ المشاعر 

كما تُكالُ كل الأشياء 

في الدُنيا وهذا لا يعني أني برجوازية! 

لا أعلمُ متى استنيتُ هذه السُنة لِنفسي و لكني  في حالةِ غيابٍ دائمة عن ذاتي ؛ و أعني أنت ، في حالةِ وداعٍ مُستمرة

 لكل الأشياء ، أعيشُاللحظة ثم أنظرُ 

إليها من بعيد نظرة مودع أتركها خَلفي 

و أحثُ قدماي على السير بعيدًا ، 

تأبى روحي أن تُغادر الأشياء بِقسوة 

كُنتُ أغادرك بتؤدةٍ و أناة ، لطالما

 توشحتُ الصبّار بشوكهِ الوكيع ، 

و بمظهره الشَكِس 

و كُنت في الحقيقة أنتسبُ 

إلى داخِله الوديع الذي لا يُشهد و لا يُرى 

رُبما كُنتُ أكتبُ إليك بتَتَيُّم و تَوَلُّه ، 

و لكن كُنت أعلم أنني أكتبُ إليك لأسمع 

موج البحرِ على غبْراء جافة و أتنسَّم رائحة المطر

 في أول أيامِ صيف تموز ، أكتبُ إليك لـ أراقص الجُملِ

 و أميلُ معها برَفَّه ، أكتبُ إليك لتغدو الحياة شاسعةً 

مُستفيضة أكثر مما أتصور ، لأطلُ عليها من عَينيك العسلية ؛

 نافذتي الأرحبُ و الأحب .. 

لقد غادرتُ كُل الأشياء التي لم أعد أشعرُ بنشوةً تجهاها

 يبدو أنك لم تَعُد تُشعرني بذلك ؛ لذلك غادرتُك قبل 

أن أفقد نفسي ذريعةً للتمسكِ بك ،كُنتَ أجلُّ حُنُوّ 

حظيتُ به على الإطلاق ، كُنتَ العاطفة المفقودة ؛ 

سأخبرك سِرًا أنت أول شخصٍ قُلتُ له أنك كُل أحبابي ..