المُحاولةُ الثالثةُ و العِشرون
تَسرقُني اللغةُ من نَفسي دائمًا حتى أشعرُ أنني مجموعةُ من حُروفِ الهِجاء أتشكلُ حَسب الموقف اللغوي و أنادي بياء النِداء
و أعطفُ بِحرفِ عَطفٍ و أبكي بألفِ الندبة ..
أُغمضُ عَيني و أفردُ أصابعي أقرأُ فيها كمّ المحاولاتِ التي أبقتني
حتى هذه اللحظة أرفلُ في ثوبِ الرِضا !
كم مرةٍ وقفتُ و قلتُ إنها النهاية ؛ لأبصرَ أن هُناك دربًا قد تكشف لي
كم مرةٍ قدّ الفقدُ صدري و صرخت ، بكيت ، ذبلت ، تَجلّفت ، و عِرفتُ بعدها أين ألقاني
كَم مرةٍ جثوتُ على ركبتي أتضرعُ الإفتِرار أن يترُك تقاسيمهُ الرؤوفةُ على وجهي
كَم مرةٍ وقفتُ على حافةِ جبلٍ خيالي أتشبثُ بِصخرةٍ و أصرخ يارب
إني أهوي !
لقد شكلّتني المُحاولة حتى غدوتُ أناضلُ من أجلِ الحياة التي حاولتُ أن أنُهيها مرةً بيدي ، " لقد أنضجتني العُزلة و حررتني
قِلةُ الأصدقاء " ، أقفُ على أعتابِ هذا اليوم و أنا أحملُ عامًا
و أزيدُ عليه
خمسون كِتابًا ..
و لعلَ الغَد يحملُ لي أثوابًا أحلامُها طويلة و خيوطُها خَلاَّبة ..
كُل عامٍ و أنا أحاول ..

تعليقات
إرسال تعليق