مُناجـاة 


لا أعلمُ ماهذا الخَوف الذي يجتاحُ الأمـاكنّ العميقة التي في جسّـدي ، غُربةٌ بين الأحباب و وحشةٌ في المسكّن وليلٌ تغشاه الصُّبابة ..
إنّي أشتاقُ لِنفسي التي بينّ جنبّي لِقلبي الذي يقبعُ يسارَ جسدي .. إني أغيبُ عنّ نفسي يوماً بيوم 
راحتي تَقِل وصبري ينفذ وروحي يعتريها البرد 
لا المكانُ مكاني لا الأرضُ أرضيِ ولا الروح روحي ، أكـانّ عيباً لو نطقتُ بِـ أوفِ
لطالمّا أغلقتُ الباب على نفسي ظناً مِني أني سأهربُ بروحي إلى الداخل وأنطّوي ولكنّ كلما أفعلهُ هُراء أُغلق الباب على جسدي وتبقى روحي في الخارج .. 
إن الايامّ التي لا أود تمضي تُسرعُ في مُضيها وتخون حُبي لها ورغبتي الجامحة في بقائها وخوفي عليها من الإسراع لإن كُل يومٍ هو جُزءٍ من عُمري
مازلتَ على قيد الحياة عبارةٌ لطالما أُشكك في مِصداقيتها أنا لستُ على قيد الحياة بل على قيدِ الشوق فكلُ موتٍ يدفنُ عائلةً فوق الارض وفردٌ تحتها 
لا أحد يعلم كم مات بداخلي من أحاسيس ومشاعر لا أحد يعلم كم مِن حُلمٍ وأدت وكم مِن أملٍ ظننتُ أني أعيشُ على قيده ولكنّهُ قرر الرحيل .... 
 عندِما غادرتني الأيـام التي أُحب والأشخاص الذين يعرفوني جيداً عرفتُ يا الله أنك أكبرُ منهم كُلهم لطالما ظنوا أنّي بعيدةٌ عنك ولكنك يالله تعلمُ أني قريبةٌ مِنك بِقلبي وروحي دائماً أفرُ إليك وأستشعرُ وجودك معْي في كُلِ لحظة أستشعرُ أنك أكبر من كل هذه الوسيعة 
( الله أكبرّ ) ..
استشعِر العَظمة وأنا أتلفظُ بها
انطقها بكل نبضاتِ التعظيم والإجلال والإكبار!
أكبرُ من تحالفاتِ الأعداء وأسلحتهم وجيوش الظلام، وحكومات المصالح، وتُجَّار المناصِب ..
أكبر من قاضي الجَور ومحكمته،
مِن ذلك السجَّان الذي وضع القيد في مِعصم قريبك، مِن الزوج البائس الذي انتزع أطفالكِ منكِ، من ظالمٍ افترى عليك، 
مِن الألم .. من القهر .. 
من كل مُعتَركات الحياة 
كلهم أقزام .. واللهُ أكبر ..!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة