عَيب بِنت !





كُل ليلة أضعُ رأسي على وِسادتي وأفُكر في النحسِ وسوء الحظ الذي يُلازمُني كَـ ظِلي ، لقد عَز عليّ كُل هذا الجُهد الذي أهدرتهُ في سبيل أمورٍ عجزتُ أن أبلغها ليس لأنني تواكلت أو تهاونت بل لأنني أعيشُ في بُقعةٍ جُغرافية ترتعدُ من كلمات المُجتمع ؛ لطالما كانت كِلماتُ المُجتمع السِجنُ الأول للعائلات رددوا العَيب وتغاضوا عن الحَرام كَانت كُل الاشياء فيّ تنطقُ وتنادي ولكن ظلّت كَلمةُ "بِنت" مُلتصقةً فيّ يضعونها بعد أي إتهام يُشار إلى معشرنا فيه
كانت هذه التفرقة ولازالت تُحاصرُ الأحلام والأمنيات وتكتبُ عليها بالخطِ العريض "عيب بِنت" ! 
ألتهمتُ العَديد من الكُتب خوفاً من أن أُشبه المُجتمع ومارستُ طقوساً تحت مُسمى " إنجازات" لكي يُصبح أسمي "فاطمة" بدلاً من بِنت .. بنيتُ وبنيت حتى حانتِ اللحظة التي يتوجبُ أن أنطقَ فيها بإن لي حقٌ في الحُلمِ وحقٌ في الكِتابة وحقٌ في الحَياة فَسُلبَ هذا الحق وصُرخ عليّ بِعبارةِ " أنتِ بِنت" سُحقاً لأفكارِ المجتمع المتشددة التي تصادرُ هوية النساء وتبررُ السلب ، المُصادرة ،وأد الإحلام بالخوف !.. أنقذنا يالله فَلا نذوي ولا نُهان ! .. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة